هل تعلم أن 90 يوم فقط كافية لتعلّم التسويق الإلكتروني من الصفر؟ بالرغم من كثرة النصائح المتداولة، مثل “افعل كذا وكذا، وأطلق حملة على فيسبوك وستحقق أرباحاً بكل سهولة”، فإن كثيراً مما يُقدّم لا يناسب واقعنا العربي ولا يضمن تحقيق أرباح حقيقية. سأرشدك في هذا المقال خطوة بخطوة لتعلّم التسويق الرقمي من الصفر، وسأقدّم لك في النهاية المصادر التي يمكنك الاستفادة منها لتحقيق دخل شهري لا يقل عن 1000 دولار. ولكن يجب أن تدرك أن هذا ليس حلاً سحرياً؛ بل يتطلب التزاماً يومياً لمدة 90 يوم، بمعدل 8 إلى 9 ساعات تدريب يومياً. فإذا كنت جاداً بشأن إحداث تغيير حقيقي في حياتك، وتدرك أن النجاح لا يتحقق بين يوم وليلة، فاستمر في قراءة هذا المقال لتفهم كيف تبدأ وتصل إلى نتائج حقيقية… الفرق بين التسويق الرقمي والتسويق التقليدي قبل كل شيء، يجب أن نفهم الفرق بين التسويق الرقمي (Digital Marketing) والتسويق التقليدي، فالفرق الأساسي يكمن في الأدوات المستخدمة. بينما يعتمد التسويق التقليدي على أدوات مثل الإعلانات الطرقية أو التلفزيونية، يتيح لنا التسويق الرقمي استخدام أدوات جديدة كمنصات التواصل الاجتماعي، صفحات الهبوط (Landing Pages)، والحملات الإعلانية الرقمية. على سبيل المثال، إذا قررنا بيع منتج معين، ولنفترض أنه نبتة الصبّارة المستخدمة للزينة وهدفنا بيع 1000 صبّارة خلال 30 يوماً وتحقيق مبيعات ب 3000 دولار، مع أرباح قدرها 1000 دولار. (وبكل الأحوال الموضوع لا يسير بهذه الطريقة البسيطة لكن مثالي الآن للتوضيح لا أكثر). إذاً علينا وضع استراتيجية تشمل: هذه الخطوط العريضة وكل ما هو تنفيذي ويدخل بالتفاصيل فهو الخطة، وهذا تماماً ما كان يفعله التسويق التقليدي، ولكن بأدوات مختلفة كالإعلانات الطرقية أو التلفزيونية أو حتى على الراديو. فالاختلاف كما أخبرتكم هو بالأدوات لكن الأساسات نفسها. ما هو التسويق؟ التسويق ليس مجرد ترويج أو حملات إعلانية؛ بل هو عملية شاملة تبدأ من فهم حاجة السوق وقبل معرفة ماذا نريد أن نبيع بالأساس! على سبيل المثال، إذا اكتشفت أن الأشخاص يشعرون بالملل في مكاتبهم، يمكنك التفكير في منتج يجعل بيئة العمل أكثر راحة وجاذبية، وربما يكون هذا المنتج صبّارة تضفي لمسة طبيعية على المكتب، أو مصباحاً مبتكراً. بينما التسويق الذي يفهمه بعض الأشخاص، أنه يجب علينا أن نصنع محتوى لهذه الصبارة ومن ثم نعرضه على وسائل التواصل الاجتماعي ونبيعها، وهذا أحد أساليب الترويج لا التسويق! عملية التسويق تبدأ بفهم الحاجة، ثم البحث في السوق لتحديد إمكانية تحقيق النجاح، وأخيرا تحديد المنتج وتطويره بما يتناسب مع احتياجات الجمهور. يعني ببساطة، يجب أن تبدأ بالتسويق قبل أن تفكر بالمنتج أساساً، فهنا بدأنا التسويق قبل حتى أن نفكر في الصبارة نفسها. بمعنى أنه ليس بالضرورة أن يكون منتجنا هو الصبارة. يمكن أن تكون المشكلة نفسها تُحل بمنتج آخر، مثل مصباح مكتبي يضيف إضاءة مميزة ومريحة. أعيد وأكرر أنه علينا فهم أن التسويق يبدأ بفكرة المنتج، والحاجة الموجودة في السوق، والبحث لمعرفة إن كنا نستطيع الدخول إلى هذا السوق أم لا. وجود السوق بحد ذاته هو عنصر أساسي. قصة شركتين بيع الأحذية هناك قصة مشهورة عن شركة لبيع الأحذية أرسلت مندوبين إلى بلد معين. المندوب الأول رأى أن جميع الناس في هذا البلد يمشون حفاة، فقال: “لا يوجد سوق هنا، فلا أحد يلبس الأحذية.” أما المندوب الثاني، فقد رأى الأمر بشكل مختلف وقال: “هناك فرصة سوقية ضخمة لأن لا أحد يملك أحذية بعد.” هنا يتضح أن الأول اعتبر عدم وجود سوق فرصة ضائعة، بينما الثاني اعتبره فرصة لاستحداث سوق جديد. لذلك، إذا كنا في منطقة لا يوجد فيها سوق للأحذية، يمكننا إنشاء سوق! على الجانب الآخر، إذا وجدنا سوقاً مليئاً بالمنافسة، فعلينا العمل على تغيير سلوك المستخدم وإقناعه بالحاجة إلى المنتج. مثلاً، إذا كانت الثقافة أو الدين تمنع ارتداء الأحذية، فالمهمة ستكون أكثر تعقيداً حيث سيتطلب الأمر تغيير هذه المعتقدات. تخيل أن تحاول تغيير ثقافة شعب بأكمله ليتقبل منتجاً جديداً! هذه هي جوهر عملية التسويق، فهم العقلية الخاصة بالجمهور المستهدف وتحديد الطريقة الأنسب للتأثير عليه لتحقيق الهدف. يعني على سبيل المثال، إذا أردت أن أعرف من هو جمهوري المستهدف لتحسين استهدافي ومعرفة لمن سأبيع، من المهم تحديد من يمكن أن يشتري مني، كم عمره، وما هي تفاصيله. هذه الأمور كلها تندرج تحت التسويق. التسويق له أهداف كثيرة، وأحد أهم هذه الأهداف هو تحقيق المبيعات. وتذكر، الفكرة القائلة بأن التسويق يعني فقط الترويج هي فكرة خاطئة تماماً. التسويق هو تغيير معتقدات وسلوكيات الجمهور المستهدف لإقناعه باتخاذ إجراء معين تريد تحقيقه. وسنأتي بعد قليل للفرق بين الترويج والتسويق بفقرة منفصلة… استخدام التسويق على مر الزمن استُخدم التسويق على مر الزمن في السياسة، والتاريخ، والعديد من المجالات الأخرى. مثال على ذلك، عندما تم استخدام ما يسمى البروباجاندا (Propaganda) لتغيير المعتقدات لدى شريحة كبيرة من الناس. إحدى أشهر الأمثلة هي الترويج لتدخين النساء في وقت كانت فيه فكرة التدخين مرفوضة ومقيتة جداً لديهن. لكن عبر التسويق والتأثير على المعتقدات، تم تحويل التدخين من فكرة سلبية إلى فكرة إيجابية وجذابة، تخيل! كيفية تعلم التسويق الرقمي: ثلاث خطوات أساسية الآن، كيف يمكن تعلم التسويق الرقمي؟ هناك ثلاث نقاط أساسية عليك فهمها لتبدأ وسنفصل في كل واحدة على حدةـ تابع معي أساسيات تعلم التسويق الإلكتروني… المعرفة الأساسية النقطة الأولى هي المعرفة، والمعرفة تعني فهم الأساسيات. على سبيل المثال، إذا أردت أن تصبح طبيباً، عليك أن تتعلم الأساسيات في الطب. الأمر نفسه ينطبق على التسويق، فيجب عليك في البداية تعلم أساسيات التسويق الرقمي. هذا الشيء مهم جداً، بل وأهم من الجامعة نفسها في حال كنت تدرس تخصص التسويق. ولنقل إن الجامعة تعطيك أساساً بنسبة 10% فقط، بينما الكتب والكورسات ودراسات الحالة تعطيك 90%. هنا أتحدث عن الأساس النظري حتى، وليس العملي. على سبيل المثال، إذا كانت لديك من الجامعة 10% فقط من المعرفة، وجعلت من فترة الجامعة (أربع أو خمس سنوات) فرصة لتتعلم، تقرأ الكتب، تثقف نفسك أكثر، ترى دراسات الحالة، وتتابع كيف يعمل الناس في مجال التسويق، وتزور شركات لتطلب منهم: “أروني كيف تعملون؟”. ولكن قبل أن تبدأ، لا أطلب منك الكثير من الوقت. أطلب فقط 30 يوماً تكون فيها مركزاً جداً. ما معنى مركز؟ يعني عندما تجلس لتتعلم، تفهم بالضبط ما يقال، تبحث عنه، وتفهمه لتبني أساساً قوياً يمكنك الاعتماد عليه. ابدأ بفهم ما هو التسويق؟ ماذا يعني التسويق الرقمي؟ ما هي دراسة الحالة؟ كيف نبحث عن جمهور مستهدف؟ كيف يمكننا البيع والوصول لعملائنا؟ وإحدى الأمور التي تساعدك: شاهد فيديوهات على يوتيوب لأشخاص مثل: هذه المراجع والكورسات يمكنها أن تفيدك كثيراً. هناك كورسات مجانية تماماً يمكنك الوصول إليها من خلال متجر خالد بزماوي الرقمي. باختصار، في أول 30 يوم، لا تطبق شيئاً. الهدف …